منتديات عين وسارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عين وسارة

محمد سيف الدين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصص للكاتبة عزة أنور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
moh--1994




المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

قصص للكاتبة عزة أنور Empty
مُساهمةموضوع: قصص للكاتبة عزة أنور   قصص للكاتبة عزة أنور Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 10, 2008 12:47 pm

قصص للكاتبة عزة أنور








من الأجمل؟









عند المساء ، كانت الزهرة التي علي طرف الحقل ، تتمايل مع النســيم ، وتبث أريجها فى الفضاء ، بينما وقفت الكرنبة(الملفوف) مثل قائد عسكري لا تتحرك يسارًا أو يمينا .
مست رائحة الورد ، أوراق الكرنبة برقة ، ففكرت أن تشكرها وتلقي عليها تحية المساء ، فقالت الكرنبة للزهرة : مساء الخير عزيزتــــي ، فردت الزهرة: مساء الخير يا..ودون أن تنظر لمن يحييـــها . قالت الكرنبة: يمكنك أن تسميني الزهرة الخضراء . ألا ترين أني قريبة الشبه منكن كثيرًا ؟ دهشت الزهرة لكلام الكرنبة ، وقالت بحدة: كيف تتجرئين علي قول ذلك وتشبهين نفسك بي ؟
انظري لجمالى ورقّة أوراقي ، وقارني أوراقي الرقيقة بأوراقك ، وبين ساقي الرشيقة وساقك ، وسوف تدركين الفرق بيني وبينك !
حزنت الكرنبة ، و ظلت هي ، وزهرة الورد تتحاوران : من الأجــمل ؟! حتى شعرتا بالتعب ، فقررتا أن تحسما الأمر ، وتنتظرا الفلاح حين يأتي ويحكم من منهما الأجمل ؟
وقفت الكرنبة ، والزهرة أمام الفلاح ، الذي أخذ يفكر من منهما أفضل وأجمل ؟
قال الفلاح :الزهور جميلة ، لكن الإنسان لا يعيش بها فقط ، فلابد أن يتغذى علي شيء يقوي به جسمه ، هنا هتفت الكرنبة قائلة للزهرة: أرأيت ؟ لكن الفلاح قال: و لايمكن أن يقضي الإنسان حياته في الأكل فقط .
هنا انفرجت أسارير الزهرة ،وقالت للكرنبة: أرايت ؟ فأكمل الفلاح قوله: فليس أجمل من رائحة زهرة تزيل عنه عناء التعب بعد يوم مجهد.
هنا كفت الزهرة والكرنبة عن الشجار، وصارتا صديقـــتين حميمتين .. الوردة تقف بوداعة علي طرف الحقل ، وتهتز لمداعبات النسيم ، والكرنبة تقف مثل قائد عسكري دون أن ينتابهما شك ، في قيمة الدور الذي تقومان به في الحياة .



الشجرة الغاضبة




كانت شجرة التفاح تمد جذورها بأقصى ما تستطيع في الأرض حتى تحصل علي أكبر قدر من الغذاء، فلم تكن ثمارها قد نضجت بعد .
ولكن ثمة ضحكة رنت في أذنيها ، كانت جارتها شجرة البرتقال تسخر منها كالعادة قائلة لها: وفرى تعبك الحياة لا تحتمل كل هذا ، قالت شجرة التفاح لشجرة البرتقال: ألا تبذلين جهدًا كي تكون ثمارك جيدة؟ قالت شجرة البرتقال : أنا أسمي شجرة برتقال فقط ؛ لأن بذرتي كانت بذرة لشجرة برتقال ، لكني لن أثمر سوى برتقال يزين أغصاني فقط ، و بمجرد أن يكتشف الناس مرارته سوف يكفون عن قطف ثماري .
مرت الأيام ونضجت ثمار شجرة التفاح ، وبدا لونها الأحمر جذابًا للمارين ، لكن البعض كانوا يقذفونها بالحجر كي تسقط بعض الثمر ، حزنت شجرة التفاح علي تلك المعاملة القاسية وبالطبع لم تترك شجرة البرتقال الموقف يمر عابرًا ، فقالت لها: الم أقل لك؟ كان يمكن أن توفري تعبك فلا أحد يستحق ؟ صمتت شجرة التفاح لكنها أخذت تفكر في كلام شجرة البرتقال .
فرش القمر أشعته الفضية علي شجرة التفاح ، رفعت وجهها إلي أعلي فنظرت للنجمة البعيدة التي لوحت لها وقالت : كيف حالك يا صديقتي ؟ لمَ أراك حزينة هكذا ؟ فأجابتها شجرة التفاح : لقد تعبت حتى أكوّن الظل والثمر، وصرت شجرة جميلة تبهج النظر. أفيكون جزائي أن أرمى بالحجر؟
ضحكت النجمة، فقالت الشجرة: أنت أيضًا تسخرين مني مثل شجرة البرتقال ؟ قالت النجمة: مهلاً يا صديقتي كل ما هناك أنني لا أريدك أن تغضبي ، فالأشجار المثمرة هى التي يحدث لها ذلك دائما ، أما عديمة الجدوى فلا أحد يهتم بها تلك ضريبة النجاح .
فهل تريدين أن تتألقي دون تضحية تقدمينها ؟ ولكن صدقيني عزيزتي هناك بالطبع من يقدر جميل صنيعك ، راقبي الوجوه التي تتطلع باسمة كل يوم إلى ثمار التفاح التي تتدلي منك كالقناديل ، والطيور التي تسعى لكي تبني أعشاشها فوق أغصانك ، وفروعك الممتدة فوق كراسات التلوين.

شجرة التفاح لم تعد تبالي بما تسمعه من شجرة البرتقال حتى فوجئت ذات يوم بعربة قمامة ضخمة وبعض الأهالي يقفون جوارها وشجرة البرتقال ملقاة داخلها ، سمعت واحدًا منهم يقول : كانت بلا جدوى ، قال آخر : حتي الظل كانت تضن به علينا ، أحد الأطفال قال : ليت كل شجر حينا مثل شجرة التفاح تعطينا الظل وألذ الثمر ، قال الجميع: معك حق . هنا غمر شجرة التفاح شعور برضا جعلها تمد فروعها فوقهم أكثر فتبدو كما لو كانت تحضنهم مثل أم .



شمس وقمر
سارة ويارا توأمان جميلتان ، لا تكفان عن اللعب معًا،



ذات يوم أرادتا أن ترسما لوحة ، أحضرت يارا ورق الرسم وأحضرت سارة علبة الألوان .
رسمت سارة أزهارًا ففاح أريجها علي الفور، ورسمت يارا أشجارًا فغردت العصافير فوقها في الحال .. ضحكت يارا ولوحت لعصافيرها ، وقبلت سارة أزهارها ، لكنهما صمتتا فجأة وقالتا في صوت واحد : اللوحة ينقصها شيء..
قالت سارة : نرسم شمسًا ، بينما قالت يارا : نرسم قمرًا ، سارة رفضت وقالت: العصافير تنام عندما يأتي المساء فلا ترسم مع القمر ، لكن يارا أصرت علي موقفها وكذلك سارة ، وخاصمت كل منهما الأخرى.
ظلت ورقة الرسم وحيدة فوق درج المكتب تنظر لهما بأسى ، لكن عند المساء قالت يارا لنفسها : لم يكن لطيفًا مني أن أغضب أختي الصغيرة.. صحيح هي أصغر مني بخمس دقائق فقط . لكنها الصغيرة علي أية حال ، كما أن الشمس كانت ستدفئ اللوحة . وقالت سارة لنفسها أيضًا : لماذا ضايقت أختي الكبيرة ؟ صحيح هي أكبر مني بخمس دقائق فقط لكنها الكبيرة علي أية حال ، كما أن قمر يارا كان سينير اللوحة .
تسللت سارة في الظلام ورسمت فى اللوحة قمرًا لكي تفاجئ به يارا ، وكذلك فعلت يارا أيضًا حيث تسللت في الظلام ورسمت شمسًا .
في الصباح فوجئت الاثنتان بما حدث فضحكتا وقالتا في صوت واحد : شمس وقمر في لوحة واحدة!!ولم تعرف يارا و سارة أن النجوم التي في أعينهما كانت تضحك وتصفق لهما .



قلب شجاع



يحكى أن كان هناك صبي يحلم أن يكون صيادا ماهرا ولكن كان يؤرقه شيء واحد فقط ، يخشى أن يبوح به حتى لا يسخر قرنائه منه ، ولهذا كان يشعر بالخجل دائما ، لكن وحدها النجمة البعيدة التي تومض في السماء تعرف سره .. تعرف خوفه من ملك الظلام ومن الوحوش الضخمة التي تمضي في ركابه كل ليلة .



كان على الصبي وحده دون أطفال القبيلة ، أن يخرج في ظلمة الليل لكي يثبت شجاعته أمام الجميع ، ويستحق عن جدارة لقب ابن رئيس القبيلة . وإلا ستحكم القبيلة بطرده .
ولهذا سيطارد الصبي أمير النوم كل ليلة وهو يركب مهره الجامح ، لكنه لن يستطع القبض عليه أبدا ، وسيظل يرمق النجمة البعيدة بعينيه التي تشعان طيبة وبراءة .
في ذلك المساء كان الخوف أكبر من احتماله ، فقد كان يوم خروجه للغابة ليأتي بصيده، ولهذا عندما توسط القمر السماء وفرش أشعته الفضية علي أشجار الغابة وتعال زئير الأسود من بعيد ، عندئذ قفز الخوف إلي قلبه وسرت قشعريرة في كل جسمه ، فجلس خارج خيمته يستجمع شجاعته الهاربة، وأخذ ينظر للنجمة البعيدة كعادته لكنه غرق في النوم دون أن يشعر..فرأى نفسه يحلق في السماء ، يده تكاد تلمس السحاب.. كانت فرحته لا توصف فهاهي نجمته الرائعة تبتسم مرحبة به..ما كاد يقترب منها حتى همست إليه بكلماتها الرقيقة : تشجع يا صديقي..سأبقي داخلك دوما .. ومهما مشيت في أكثر الطرق ظلمة ستجدني أضيء الطريق إليك دائما .
وفي لحظة فتح الصبي عينيه وقد شعر بشعور غريب في داخله ، فحمل قوسه علي الفور واندفع في طريقه يشق الظلام بقلب شجاع ، أيقن أن هناك نورا داخله يستطيع أن يقهربه الظلام الذي يخافه ووحوشه المرعبة .. ونجح الصبي في العودة بصيد وفير واستحق تقدير القبيلة كلها
ومرت الأيام وصار الصبي رئيسا لقبيلته تقديرا لشجاعته ، وحرص أن يعلم صغار القبيلة كلما حل المساء ، أن يلوحوا للنجوم التي تومض من بعيد ، فربما يسعدهم الحظ يوما ما أن تسكن نجمة ما في قلوبهم عندئذ لن يعرفوا الخوف أبدا .



قلـــــب أمي




ذات مساء جلس أبي وأمي معنا بعد العشاء، أحضر أخي الأكبر لوحته الجميلة فسعدا بها، أما أخي الأصغر فقد أخذ يحبو هنا وهناك ، وينطق أسمائنا بطريقة مضحكة ، فأخذته أمي بسعادة وضمته إلي صدرها ، أما أنا فقد جلست صامتا أراقب ما يحدث ، ورغم أني شيدت من المكعبات بيتا له حديقة ، واشتريت كثيرا من الطلبات لأمي .. إلا أني وجدت نفسي انسحب إلي غرفتي بهدوء ، وأتمدد في فراشي .. كنت حائرا في قلب أمي هل تحبني حقا أم لا..؟

أغمضت عيني وأخذت أفكر ، ماذا لوتسنح لي الفرصة لكي أدخل قلب أمي ، واري الذين تحبهم .. وهل أنا واحدا منهم أم لا ؟ وفجأة حدث شيء غريب ، لقد وجدت نفسي فعلا وجها لوجه أمام قلبها.. هاهو بلونه الأحمر.. ومثل قبضة اليد تماما كما عرفت وقرأت..تتعالي منه دقات متتابعة : تم..تم .. لم يبق أذن سوي أن ابحث عن الباب ، قلت لنفسي كل الأماكن لها أبواب أذن أين الباب لقلب أمي ؟أخذت أبحث وابحث لكني لم أجد بابا أستطيع أن أطرق فوقه بيدي ..وتحيرت فكيف أستطيع الدخول ؟ قلت لنفسي حسنا علي الأقل يمكنني أن ألمسه ، لكني ما كدت أقترب منه واشعر بدفئه.. حتى وجدت بابا سحريا يفتح لي ، وأنزلق منه إلي غرف لاحصر لها ، غرف كثيرة لها ملمس ناعم مثل القطيفة ورائحة الورد ، غرفة مزينة بزهوروأشجار رائعة ، أتجول داخلها مندهشا لما أري ، وجدت في أحدي الغرف أخوتي وأبي ، أنا في المنتصف وأبي يحوطنا بذراعيه ، وشجرة خضراء تظلل بفروعها علينا ، أما الغرفة التالية كانت تجمع كل أفراد العائلة فيها..أري منهم في لمحة خاطفة جدي وجدتي وخالاتي وعماتي وأولادهم ، كان يتحدثون ويضحكون ، بدوا كأنهم لايررونني ، فأيقنت أنني الآن.. مثل طيف ، أري الجميع ولا احد يراني.. ، أما الغرف الأخرى فقد وجدت فيها جيراننا وأولادهم ؟ لن انسي أن أمي هي أول من أنقذ طفل الجيران عندما سقط من فوق السلم وقامت بتضميد جرحه . كما رأيت في قلب أمي فقراء الحي وهم يدعون لها ولأبي فهما لا ينسونهم في زكاتهما أبدا ، كما رأيت بعضا من أهل الحي المرضي يدعون بالصحة والعافية لهما .

كان قلب أمي مزدحما ، وعامرا بعدد لاحصر له من الناس، بعضهم أعرفه وبعضهم لا أعرفه ، المفاجأة الأغرب أني في رحلتي داخل قلب أمي ، وجدت أيضا طيورا ترفرف...فهاهي العصافير.. كانت أمي تلقي لها بالحب على شرفة نافذتنا ، وهاهي حيوانات كانت تعاملها أمي بكل رفق .. أرى منها خروف عيدنا ..وقطة جيراننا .
مازالت هناك غرف كثيرة لم أدخلها بعد ، لكني لم أعد حائرا وقلقا من محبة أمي لي ، ولذا أخذت ابحث عن باب أخرج منه ، لكي أعود لغرفتي فلابد أنها قلقة علي الآن ..ولكن يا لدهشتي..لم أجد بابا أستطيع الخروج منه ، وفجأة وجدت الجميع يقفون ويبتسمون لي كأنهم صاروا يرونني حقيقة ، وقالوا في صوت واحد : لن تستطيع الخروج أبدا.. لم يضايقني الأمر بل كنت سعيدا بذلك ، ولكن النوم يداعب أجفاني ، وفي مكان من القلب ، وضعت رأسي وأغمضت عيني مطمئنا ، لكن حركة اليد وهي تضع الفراش فوقي ، جعلتني أفتح عيني ببطء ، لأجد أمي تغطيني وتدفئني ، وتطبع قبلة حانية على جبيني ، وصرت من بعدها لا اسأل نفسي ..أين مكاني فى قلب أمي ؟ فقد أدركت يومها أن أمي ستظل مثل الشمس ... تدفئ الجميع بحبها دوما .



rafik
مشرف




عدد المساهمات : 74
سجّل في : 01 يونيو 2007
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص للكاتبة عزة أنور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عين وسارة  :: محمد سيف الدين :: المنتدى الأول-
انتقل الى: